Saturday, August 25, 2012

إن العصي تأبى إن اجتمعن تكسرا

إنَّ العصيَ إذا اجتمعنَ أبينَ تكسُراً


تقول التقديرات أن أهالي وعشائر وقبائل مرج بن عامر في فلسطين، والذين أجبروا على النزوح من أراضيهم في نكبة 1948 إلى أراضي اللجوء في الأردن والضفة  الغربية والدول العربية المجاورة يصل  تعدادهم الآن إلى 100 ألف شخص !! وهذه أرقام تقديرية وليست أرقاما إحصائية دقيقة بطبيعة الحال 

ولو افترضنا  أن عددنا أقل من هذا بقليل أو كثير، فهو لن يغير من الصورة التي أنا بصدد الحديث عنها ضمن إطار العمل الجماعي المنظم مقابل العمل الفردي الأحادي، وكما يقول الشاعر 

" إنَّ العصيَ إذا اجتمعنَ أبينَ تكسُراً ..... وإذا تفرقنَ تكسرنَ آحاداً"

ونحن كأفراد لدينا قدرات وإمكانيات متعددة ومتفاوتة تشمل القدرات المالية، والقدرات العقلية العلمية، والقوة الجسمانية،  والقوة النفسية، والمكانة الاجتماعية، والعلاقات الاجتماعية، والمنصب الوظيفي،  .. إلخ ... إلخ 

فكيف إذا اجتمع أكبر عدد ممكن من هؤلاء الأشخاص وتضافرت قدراتهم وإمكانياتهم ضمن إطار واحد ؟؟ فكيف تكون القوة الإجمالية لهذا التجمع ؟؟  أنا أقول لكم ودون أي مواراة ’ أو مواربة أن الصورة أكبر بكثير وأفضل بكثير مما نستطيع تصوره !!

وكيف إذا انخرط العدد الأكبر من هذا التجمع في العمل الجماعي المنظم لصالح الناس وفائدتهم ونفعهم ؟؟  هل تستطيعون تصور الوضع ؟؟  هل يمكنكم تخيل حجم الفوائد والمنافع بحدها الأدنى والأقصى ؟

لنأخذ الجانب المالي تحديدا ، ولنقتبس من موضوع الزكاة في الاسلام وفلسفتها من حيث أخذ المال من الأغنياء ليرد إلى الفقراء ويحصل من خلال ذلك نوع من التكافل الاجتماعي كما هو معروف لدينا ، ولنأخذ حالتين :-
  • حالة الحد الأدنى: والتي تقتضي مشاركة الجميع بلا استثناء لصغير أو كبير ولا غني أو فقير، فتكون المشاركة جماعية شاملة حتى وإن كانت المبالغ قليلة من كل فرد، فإن اجتماعها من جميع الأفراد يعطيها قوة وزخما لا يستهان به.  ولو أخذنا موضوع زكاة الفطر في رمضان على سبيل المثال ، وعممنا على نموذجها اشتراكا سنويا أو شهريا في إمكانية الجميع بحيث يدفعه الأغنياء والمقتدرون ماليا دون أي مشكلة، ويشارك فيه الفقراء ولكنهم يستردوا ما يدفعونه مضاعفا ..
  • حالة الحد الأقصى:  والتي تتميز بمبالغ مالية أكبر تأتي من الجانب التطوعي لعدد محدود من الأعضاء، ولكن المبالغ تكون أكبر بكثير .. وعلى هذا فإن الزخم الاضافي لهذا الجانب يقفز بالامكانيات المالية بشكل كبير جدا . ولو أخذنا على سبيل المثال نظام زكاة المال وبنينا على نمطه سيناريوهات وتوقعات المشاركة الطوعية فستتضح الصورة تماما !
دعوني أساعدكم ببعض الأرقام، ولنأخذ سيناريوهات تعتمد على الحالتين أعلاه وبناء على مستويات افتراضية للمشاركة 
  •  لو افترضنا أن عددنا فعليا يصل إلى 100 ألف نسمة ، ولو افترضنا أن الاشتراك الالزامي للجميع هو 10 دنانير في السنة ، ولو افترضنا مشاركة 100% فسيكون المجموع مليون دينار بالتمام والكمال. ولو افترضنا نسبة 50% مشاركة ، فهذا نصف مليون دينار ..  وهو مبلغ لا يستهان به  !
  • لو افترضنا على نفس المثال السابق أن الرسم هو 5 دنانير شهريا، وهذا يعني 60 دينار سنويا مما يرفع المبلغ إلى 6 ملايين دينار سنويا في حالة المشاركة بنسبة 100% أو 3 ملايين دينار في حال المشاركة بنسبة 50% 
  • نحن لا يتوفر لدينا إحصائيات وأرقام عن القدرات المالية لهذا التجمع ومن منهم تجب غليه الزكاة، وكم تبلغ من الدنانير ؟ وما هي اولوياتهم ؟ وأين يدفعونها ويؤدونها ..  ولهذا فإننا نستطيع أن نضع رقما إجماليا لهذا التجمع البالغ 100 ألف شخص بما يصل إلى 5 مليون إلى 10 مليون دينار سنويا 
  • قد لا يتحمس البعض للمساهمات المالية في الجاتب التطوعي، ولكن لو ربطنا نظام الفوائد والمنافع بالمساهمات لتغيرت الصورة.  فعلى سبيل المثال، لو التزم الجميع ب 5 دنانير شهريا كنوع من التأمين الصحي التكافلي ، أو مشروع القرض الحسن ، أو للاشتراك في مبادرات التوظيف وفرص العمل ،  .. وما إلى ذلك لتغيرت الصورة أيضا وبشكل ملموس وكبير 
  • وبالمثل، لو ربطنا موضوع تمويل المشاريع الصغيرة بصندوق استثماري برسم اشتراك سنوي يبلغ 100 دينار  سنويا، ووضعت شروط مناسبة وعادلة يتحقق من خلالها الأخذ والعطاء ... فهل تتصورون كم من المشاريع الصغيرة يمكن أن تقوم وتنجح بمثل هذا الإسهام ؟
والأمثلة كثيرة ومتعددة للقدرات الجماعية والمشاركة الجماعية وليس فقط في الجانب المالي بل وفي كافة الجوانب التي تسهم في نجاحنا الجماعي كمرج بن عامر !!

 

No comments:

Post a Comment