فلسطينيو الداخل وفلسطينيو الخارج والعرب والمسلمين
كثيرا ما يدور النقاش حول الطريقة المثلى في التعامل مع القضية الفلسطينية ما بين الواجب والممكن، وما بين النظرية والتنظير من ناحية والواقع والواقعية من ناحية أخرى، وما بين حقائق الأمس ومقتضيات اليوم وإمكانيات المستقبل !
ولنتذكر أن الحق التاريخي لا يموت بالتقادم ، وانه لا يضيع حق وراءه من يطالب به ويتمسك به. كما يجب أن نتذكردائما أنه كما يوجد شيء إسمه "قوة الحق" فهناك ما نحتاجه بشكل ملح وهو "حق القوة" وهو حق أقره الله تعالى في القرآن وحض عليه وجعله واجبا وفرضا.
يقول الله تعالى :-
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم "
وللتوضيح ...
- ما ينطبق على أهلنا داخل فلسطين لا ينطبق ضرورة على من هم في الخارج
- أهلنا في الداخل قد يتعاملون مع إسرائيل بحكم الأمر الواقع، ولكنه يجب أن يكون تعاملا بالحد الأدنى وضمن حدود الضرورة القصوى كالتعامل مع لحم الخنزير أو الخمرة في حال الاضطرار للإبقاء على الحياة
- الضرورات تبيح المحظورات من باب "فمن اضطر غير عاد ولا باغ فلا إثم عليه" ولكن يبقى التعامل ضمن "الاضطرار" وبمقدار هذا الاضطرار
- أهلنا في فلسطين مطلوب منهم التعاون فيما بينهم والتكاتف والتعاضد ماليا واقتصاديا ومعيشيا واجتماعيا ولكن ليس بالضرورة تحت المظلة الإسرائيلية، بل يطلب منهم البحث عن وسائل موازية مباشرة خارج المظلة الاسرائيلية قدر الامكان ولو من خلال العصيان المدني
- على من في الخارج أن يتجنبوا التعامل مع الكيان الصهيوني بشكل بات وقاطع لأنهم ليسوا مضطرين إليه كما هو الحال مع أهلنا في الداخل
- علينا في الداخل والخارج أن نقاطع البضائع الاسرائيلية والمنتوجات الاسرائيلية وخاصة التي يتم إنتاجها في مستعمرات إسرائيل على أراضي 67
- على السلطة الفلسطينية أن تتقي الله في علاقاتها مع الكيان الصهيوني وأمريكا الداعمة للكيان الصهيوني ، وعليها أن تنظم كافة أشكال المقاومة السلمية الشعبية الجماهيرية ومنها المسيرات الضخمة بعشرات الألوف في كافة مناطق السلطة والاعتصامات ومقاطعة البضائع الاسرائيلية وصولا إلى العصيان المدني
- على السلطة أن تقود حملة سياسية في الخارج وخاصة مع الدول العربية والاسلامية من خلال الجامعة العربية ومنظمة العالم الاسلامي للتصدي لمحاولات إختراق إسرائيل لهذه الدول وخاصة بعد تأسيس علاقات دبلوماسية وتجارية مع مصر والأردن والمغرب وقطر وجنوب السودان والصومال ... وما خفي أعظم
- على الدول العربية الكف عن تنمية علاقاتها وتطبيع هذه العلاقات مع الكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا من خلال المظلة الأمريكية الأوروبية المنحازة لإسرائيل على حساب مصالحنا كفلسطينيين وعرب ومسلمين !
ونقطة أخرى
علينا كفلسطينيين أن نتعلمها ونرتقي إليها ونمارسها لنزداد قوة ، ولنكسب
مرونة أكبر ، ونوسع هامش المناورة والتكتيك أمامنا، فليس اليهود فقط من
يستطيعوا أن يمارسوا لعبة "الحمائم والصقور" من خلال تفاوت النظرة بين حماس
وفتح، واستغلال الديموقراطية في استكشاف
الآراء الحرة والصادقة في القضايا الأساسية والجذرية مثل (الحل السلمي،
قرار الأمم المتحدة 242، اتفاقية أوسلو، حق العودة ، المسجد الأقصى، ...
إلخ) واستخدام نتائج هذه الاستفتاءات لتقوية الطرف الفلسطيني في مواجهة
الصهاينة والأمريكان
No comments:
Post a Comment