Friday, September 7, 2012

من القول إلى العمل

هلا انتقلنا من القول إلى العمل ؟

الأقوال جميلة... والأفكار نبيلة... والنوايا حسنة ... ولكن هل الأقوال والأفكار والنوايا تكفي ؟  وهل تحرك شيئا ؟ أو تقدم شيئا ؟ أو تغير شيئا على أرض الواقع ؟

يقول الله تعالى :  "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"  فتغيير الواقع إلى الأفضل يتطلب منا أن نبدأ التغيير من أنفسنا أولا وقبل كل شيء !  ولا ينبغي أن نركن إلى النوايا فقط أو أن نكتفي بالأقوال والأفكار والأماني والأمنيات ... فكل هذه الأشياء لا يعني شيئا على أرض الواقع إن لم تكن مصحوبة بالفعل والعمل !  

يقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا، لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون"  ولاحظ معي أن هذا الحديث ليس لعامة الناس وإنما لخاصتهم ممن يصنفون ضمن "المؤمنين"  ولكن الهوة بين القول والفعل غير مسوح بها حتى للمؤمنين ، ولا بد للمؤمنين أن تتناغم أفعالهم مع أقوالهم حتى يحصل التغيير المنشود  

هذا وقد انتشر بيننا وفي روعنا وفي أنفسنا أننا نحن العرب "ظاهرة صوتية" بلا فعل أو تأثير أو نتيجة، وأننا لا نتبع القول بالعمل إلا ما ندر ، أو إذا كان الأمر مفروضا علينا ولا خيار لنا فيه ! ولعل تجمعنا هذا ما هو إلا العصا من تلك العصية أو هذا الشبل من ذاك الأسد مع فارق المعنى والتعبير.  فما أكثر المبادرات التي أطلقناها والتي انتهت في هوة سحيقة أو في ثقب أسود يبتلعها ويبتلع معها آمالنا وطموحاتنا وطاقاتنا !

أنا لست في سياق تعداد وحصر هذه الأشياء، ولكننا لم ننجح في وضع الأساس السليم والقوي والراسخ للعمل البناء والمثمر، ناهيك عن العمل نفسه .. ولكي أضع النقاط على الحروف فقد لاحظت السلبيات والمعوقات التالية:- 
  1. ضعف المشاركة والانخراط في العمل التطوعي وبغض النظر عن الأسباب والظروف المؤدية إلى ذلك !
  2. ضعف التجاوب مع المبادرات ولو كان المطلوب إعطاء معلومات أو آراء أو انطباعات عن هذه المبادرات 
  3. ضعف الثقة المتبادل (أو قل انعدامها) بين قطاعات وشرائح وأشخاص وشخصيات العمل 
  4. شح النفوس والنأي عن بذل المال وإن كان قليلا ورمزيا في هذه الجهود والمبادرات، مع ملاحظة أن هناك قلة قليلة ممن تجاوزوا هذا العائق فعلا وتشهد لهم أعمالهم لا أقوالهم في هذا المضمار 
  5. عقلية تصيد أخطاء الآخرين بدلا من التسامح ومد يد المساعدة والمشورة الصادقة المخلصة أثناء العمل
  6. عقلية الانفلات والفعفطة والزعل كما لو كان الأمر شخصيا، ولما يعملها الواحد بفعط مثل الزنبرك وهات تجيبه أو ترده أو تلحقه ... وعلى رأي المثل "خيل وخيال ما بلحقوه"
  7. عقلية "الفزعة" و رد الفعل والانتظار حتى آخر لحظة بدلا من أخذ زمام الأمور والمبادرة إلى الفعل والتخطيط الجيد والإعداد الجيد لتحقيق النجاح 
  8. ظاهرة "الكل زعيم" وما في حدا بحط واطي لحدا ,,,,  ويا ريت عن جد لو كان في عندنا زعيم أو كبير .. كان على الأقل بكون رأينا رأي واحد وكلمتنا كلمة واحدة. 
  9. ظاهرة الانتماء الضيق والأفق الضيق والمسميات الضيقة، وكل هذا بسبب العقليات ضيقة الأفق والنظرة التي لا تتعدى الأنف إلا ببضع سنتمترات ,, فمن مسميات عائلية إلى عشائرية إلى مناطقية على حساب الرؤية الأوسع والأشمل والتي تعطينا قوتنا الحقيقية وموقعنا الذي نستحق على الخارطة !
  10. انتشار الروح السلبية والخلاف والشعور بالفشل والإحباط نتيجة تجارب سابقة فاشلة أو خلافات قديمة أو نظرات شخصية لأشياء أكل عليها الزمن وشرب ولم تعد ذات مغزى أو قيمة في وقتنا الحالي ولأجيالنا القادمة 
هذا غيض من فيض، ولو شئت أن أتوسع لتوسعت أكثر، ولكني لا أريد أن أمارس جلد الذات، ولا أن أعمق الشعور السلبي.   وعلى العكس، فكل سلبية من السلبيات المذكورة أعلاه هي نداء ودعوة إلى العمل والتغيير لكل واحد منا وبشكل شخصي موجه إلى شخصه الكريم !!

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون !  ...  صدق الله العظيم !

No comments:

Post a Comment