نعم أيها السادة !!!
الشوربة بالفأس .. مش بالدجاج ولا باللحم ولا حتى بالعظام ،،،
ولا تستغربوا !!
هذه قصة قرأتها في طفولتي من الأدب الروسي .. للفكرة والعبرة !
كان أحد الأشخاص في طريق عودنه إلى بيته عندما حل عليه الظلام وهو في غابة مظلمة موحشة مليئة بالسباع والحيوانات المفترسة، وانتبه الرجل إلى ضوء بعيد بين الأشجار ،، سار باتجاه الضوء فرأى كوخا بسيطا ينبعث الضوء من نافذته الوحيدة .. طرق الباب ففتحته إمراة عجوز .. ابتسم في وجهها وحياها بأجمل تحية وشرح لها وضعه وطلب الإذن منها بالمبيت داخل الكوخ على أن يغادر في صباح اليوم التالي ليستمر في طريقه إلى بيته !!
مضى بعض الوقت والرجل والمرأة العجوز في مواجهة المدفأة وفيها قطع من الحطب المشتعل ، وبجانب المدفأة .. قطع من الحطب وفأس من الواضح أنها تستخدم لتقطيع الحطب .. شعر الرجل بالجوع والمرأة لم تقدم له شيئا .. نظر إليها وقال بعد تردد "أنا أشعر بالجوع ،، هل لديك بعض الطعام لتقدميه لي ؟؟" نظرت إليه المرأة العجوز وقالت "" لا يا بني .. لا يوجد لدي أي طعام "" لم يستطع الرجل أن يصدق هذا الكلام وإلا فكيف تعيش هذه العجوز في هذا البيت في هذا المكان البعيد !!!
نظر الرجل حوله مرة أخرى وخطرت له فكرة ...
قال الرجل للمرأة العجوز .. " كيف تعملون الشوربة في هذه المناطق ؟؟ وماذا تستخدمون فيها كمادة أساسية ؟" نظرت إليه المرأة العجوز وقالت له .. "إن كان هناك دجاج .. نعمل شوربة بالدجاج .. وإن كان هناك لحم .. نعمل الشوربة باللحم .. وإن لم يكن هناك إلا العظام .. عملنا الشوربة بالعظام ""
ضحك الرجل وقال .. "ولكننا في بلادنا نعمل الشوربة على أي شيء معدني من الحديد أوالنحاس ... " ونظر إلى الفأس وقال " حتى باستخدام هذه الفأس " .. استبد الفضول بالعجوز وقالت .. "هذا شيء لم أسمع به في حياتي إطلاقا ،،، شوربة على فأس ؟؟ كيف ؟؟" قال الرجل .. بسيطة دعيني أريك ؟؟
وافقت العجوز فورا ،، فأخذ الرجل الفأس وغسلها جيدا ... ثم وضعها في قدر وسكب الماء في القدرووضعه على النار حتى بدأ الماء بالغليان ... أمسك الرجل ملعقة وأخذ قليلا من الماء وتذوقه .. ثم قال .. "يا سلام !" فصاحت العجوز " شو صار ؟؟" قال لها " الشوربة ممتازة بس طعمها باهت ... بدها شوية ملح" فقالت العجوز " بسيطة هاي الملح !"
تذوق الرجل الماء مرة أخرى وقال لها .. "لو في شوية فلفل أو بهار بصير الطعم ممتاز" فقالت له العجوز بسيطة " هاي فلفل أسود"
أضاف الرجل الفلفل للقدر وتذوق مرة أخرى ثم قال ... "آه .. لو في شوية زبدة أو سمنة ... الطعم بصير هائل" فأعطته المرأة بعض السمنة ..
واستمر الرحل ... " يا سلام لو في عندك شوية رز .. حتى تشوفي الطعم كيف راح يطلع"
وبعدين ... " لو في حبة بطاطا "
وبعدين ... "لو في شوية بازيلا "
وبعدين ... " لو في شوية بقدونس أو كزبرة" ...
وهكذا حتى صار في القدر شوربة ممتازة ومعتبرة !!
أخرج الرجل الفأس من القدر وغسلها مرة أخرى وجففها ووضعها جانبا .. ثم سكب صحنا من الشوربة للعجوز .. وقال لها ... شوفي الشوربة كيف طلعت .. شو رأيك فيها ؟؟" تذوقتها العجوز وقالت "بصراحة شوربة ممتازة ... ويصراحة أكثر .. هاي أول مرة بعرف إنه ممكن الواحد يعمل شوربة على فأس "
ضحك الرجل ضحكة عالية وهو يرتشف الشوربة اللذيذة ... وقال لها " ولا تنسي كمان .. ممكن ترجعي تعملي على الفاس شوربة بهاي الطريقة أكثر من مرة ... والفاس بتظل زي ما هي .. وبتقدري تستمري في استخدامها في تقطيع الحطب ... بدون أي تغيير .. وبدون أي مشكلة !!
كم من الناس هم مثل هذه المرأة العجوز ؟؟؟
وكم من الرجال مثلنا بفكروا مثل هذا الرجل ؟؟
No comments:
Post a Comment